ناصر الحرية
رجلا أعاد كرامة العرب
نظرة حول الرجل الذي رمم كرامتنا – نحن العرب –
وأعاد لها بريقها المعهود , وصال وجال بقيادته الحكيمة للشعب المصري والشعب العربي على وجه العموم.
هذا الرجل الذي ثار مع زملائه في الجيش المصري ضد
الاستعمار الخارجي وضد الاستبداد الملكي الحاكم. فخرج شامخا رأسه – شارحا صدره وحاملا
قلبه على كفه هو وزملاؤه الضباط الأحرار بالجيش المصري .
إنه لرجل من وجهة نظري
هو رجل القرن العشرين بالمجتمع المصري , برغم ما حققه غيره في أي المجالات مثل :
قائد الحرب والسلام " الرئيس الراحل " ( محمد أنور السادات ) ,
أو قائد الضربة الجوية الأولى " الرئيس المخلوع لجمهورية مصر العربية " ( محمد حسني مبارك ) ,
أو عملاق الأدب العربي ( طه حسين ) ,
أو عالم العلوم والذرة ( د/ أحمد زويل )
ولكنه رجلا وقفت ضده كل الظروف , ولم تساعده . ولكن رجولته المستمدة من بيئته المصرية ؛ جعلته قادرا على التصدي
لكل هذه المصاعب والوهلات.
إنها طينة الشعب المصري طينة وادي النيل الأصيل
التي انبثق منها ناصر الحرية والكرامة والتي أخرجت مثله كثيرا , وستخرج
أمثاله إن شاء الله .هذا الرجل صرخ بأعلى صوته في قلب الإسكندرية بأنه
أعلن تأميم قناة السويس كشركة مساهمة مصرية . فهذا التحدي كان بمثابة صفعة من
صفعات يده على أوجه الاستعمار والقوى العظمى منها: انجلترا – أمريكا – إسرائيل . وأكاد
أجزم أنه ما من رجل كانت تشجعه رجولته على مثل هذا الفعل , ولكن هذا الشاب أعاد كل
معاني الكرامة والحرية للمصريين والعرب. وعمل على بناء المجتمع المصري , وتهيئته
من جديد من كافة النواحي الاجتماعية – الاقتصادية – الثقافية والسياسية , وشهدت في
عهده الوحدة العربية بأكمل صورها ومعانيها , وكانت الجمهورية العربية المتحدة "
مصر وسوريا " هي نتاج جهد مبذول من الرئيس الراجل والرجل المصري الخالد
بالتاريخ ( جمال عبد الناصر ) .
ولكن هذا لا ينكر فضل أقرانه الذين أكملوا
المسيرة , وكان سوء الحظ ملازم لهذا الرجل لأنه لم يشهد معركة العبور , والنصر
الذي أعد له وخطط إليه, فتوفى في 1970 أي في منتصف المدة ما بين نكسة 67 ونصر 73.
في تلك الفترة أعلن ناصر أن الشعب لابد
وأن يتكاتف مع الجيش لإعادة بناء المجتمع المصري منذ أن قامت الثورة في عام 1952 .
وإلغاء الحكم الملكي المستبد والغير مصري بالمرة والانتقال بالشعب المصري إلي حقبة
جديدة من الحياة الكريمة التي يشعر فيها المواطن المصري بالكرامة والعزة من العيش
على أرض مصر الحبيبة. كان هذا الرجل بمثابة الشوكة المنزرعة في جانب الاستعمار
بكافة أنواعه وأشكاله , فلقد أعلن أنه سيفعل كل ما بوسعه ولم يخشى في ذلك أحد.رجل حين الهزيمة محطما لكربه – حين النصر شاكر لربه
أعد العدة لمواجهة العدو وبالفعل قام هو وزملاؤه
بإلغاء الحكم الملكي وإعلان الحكومة المصرية والجمهورية العربية , وانتخاب الرئيس
الراحل محمد نجيب كأول رئيس للجمهورية . ثم تولى عبد الناصر الحكم خلفا له.
لتبدإ التطورات والانجازات على الصعيد المحلي والعالمي وقام بالتجهيز لبناء السد
العالي الذي وقف له بمثابة نكون أو لا نكون وبالفعل ومع كثرة التحديات والعقبات
وتنحي البنك الدولي عن دعم مصر ومساندتها في هذا المشروع العظيم, ولكنه لم يقف مكتوف
الأيدي بل عمل جاهدا على انجاز هذا العمل العظيم بأي شكل كما أننا لا ننسى أنه قام
بعمل أول جهاز مخابرات مصري على أعلى مستوى ليقوم بحفظ الأمن الداخلي والخارجي .
حتى بعد النكسة في يونيه 1967 وبعد أن أعلن التنحي عن الحكم وأنه سوف يعود إلى صفوف
الجماهير من الشعب يقوم بواجبه تجاه الوطن كان هذا الخبر بمثابة نقطة التحول فخرج
الشعب المصري عن بكرة أبيه إلى الشوارع مطالبين قائدهم بالعدول عن هذا الطلب
وإكمال المسيرة وتشجيعه عليها.
وبالفعل استجاب عبد الناصر لنداء شعبه وأهل بلده ومن هنا بدأت رحلة الجهاد ضد
العدوان والاحتلال الصهيوني , وبالفعل بدأ إعداد الجيش وتسليح الجبهة الداخلية
وإعداد وتجهيز جهاز مخابرات على أعلى مستوى وإمداده بأحدث الأسس والأساليب العلمية
الحديثة ليكتمل العمل على أكمل وجه .
إنه رجلا أعد للمعركة منذ أن بدأت وحث كل مواطن
مصري على أن يفدي وطنه وبلده لو بروحه حتى , كما أنه ساعد الجزائريين على الوحدة
والاستقلال من استعمار فرنسا وبالتالي وقوف فرنسا ضد مصر . كما أنه ساعد ليبيا في
مقاومة الاحتلال الأجنبي وأيضا أرسل القوات المصرية إلى اليمن .
وقام بعدد كبير من المباحثات مع العرب والأجانب من
أجل إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط والعالم كله كما أنه دافع عن القضية
الفلسطينية وساعد الفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلي .
عاش ناصر الحرية والكرامة ولم يمتوسوف يعيش في قلب كل مصري
ولكن مشيئة الله وقفت ضد هذا الرجل حيث وافته
المنية في أواخر عام 1970 . فهو لم ير الحلم الذي خطط له مع زملائه . وانتقل إلى
الرفيق الأعلى . وخرجت أمة لا إله إلا الله إلى الشوارع غير مصدقين رحيل الرجل
علقوا عليه أملهم في تحقيق النصر واسترداد الأرض المسلوبة.
وبكى الرجال وبكت النساء وأقيمت له جنازة لم
يشهدها التاريخ من قبل , رحل الرجل الذي وهب حياته للدفاع عن قضية الشعب المصري
والعربي ضد الاستعمار وحفظ كرامته وكرامة كل العرب
فنعم الرجل كان ونعم الرجل مازال لأنه خالد في ذاكرة المصريين
وحين قام اللواء الطيار محمد حسني مبارك قائد
القوات الجوية آنذاك في الثانية ظهرا بأمر من القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس
الراحل محمد أنور السادات بالقيام بالضربة الجوية الأولى في السادس من أكتوبر عام 1973
تمهيدا لمعركة النصر على البغي والظلم والاستعمار وإعادة الكرامة والعزة والشرف
للشعب المصري والعربي. هنا تحقق حلم المصريين كافة وتحقق حلم عبد الناصر
على وجه التحديد.
وبمعنى آخر على سبيل الأقاويل المصرية الشهيرة " ارتاح في تربته "
رحم الله رجلا ننتظر له مثيل يعيد لنا كرامتنا الضائعة ويصل بالعرب لمكانة جليلة بين دول العالم كافة .في نهاية
الحديث الذي لا ينتهي عن هذه الشخصية البارزة في التاريخ المصري والعربي ,
أرسل أسمى وأجمل تحية لسيادة الرئيس
الراحل جمال عبد الناصر
بالنيابة عن الشعب المصري كافة
الراحل جمال عبد الناصر
بالنيابة عن الشعب المصري كافة
11/7/2008 كريم عماد قطب