معركة سومنات.. فتح الهند الأعظم(1)
الأحداث:
معبد
سومنات في الوقت الحاضر .. معركة سومنات.. فتح الهند الأعظميعتبر دخول
الإسلام إلى بلاد الهند الشاسعة أشبه ما يكون بالملاحم الأسطورية التي
سطرها كبار المؤلفين والمؤرخين، والإسلام قد دخل بلاد الهند الضخمة
والواسعة منذ القرن الأول الهجري، ولكنه ظل في بلاد السند بوابة الهند
الغربية فترة طويلة من الزمان، حتى جاء العهد الذي اقتحم فيه الإسلام تلك
البلاد الكبيرة المتشعبة الأفكار
والعادات، والمبنية على نظام الطبقات، فاصطدم الإسلام ليس فقط مع القوة
المادية والجيوش الحربية, ولكنه اصطدم أيضا مع الأفكار الغربية والانحرافات
الهائلة والضلالات المظلمة, لذلك فإن معركة الإسلام مع الكفر بأنواعه
الكثيرة بالهند ظلت لمئات السنين، وما زالت قائمة حتى وقتنا الحاضر والذي
نلمسه جليًّا في المذابح والمجازر السنوية والموسمية التي يقوم بها عباد
البقر من الهندوس ضد المسلمين، الذين تحولوا من قادة وحكام للبلاد إلى
أقلية وذلك رغم ضخامة أعدادهم مقارنة بغيرهم من بلدان العالم.
الإسلام والهند:
بلاد
الهند قديمًا قبل التقسيم الحالي كانت تشمل بجانب الهند كلاًّ من
"باكستان، وأفغانستان، وبورما", وغيرهم إلى حدود الصين، وكانت منقسمة إلى
بلاد الهند وبلاد السند، لذلك فلقد عرفت عند الجغرافيين باسم "شبه القارة
الهندية" لضخامتها، ولقد دخل الإسلام إلى بلاد السند منذ الأيام الأولى
للدولة الإسلامية، وبالتحديد سنة 15 هجرية في خلافة "عمر بن الخطاب"عن طريق
الحملات الاستكشافية التي قادها "الحكم بن العاص" الذي وصل إلى ساحل
الهند، وتواصلت الحملات الاستكشافية أيام أمير المؤمنين "عثمان بن عفان",
ولكنه t رفض إرسال جيوش كبيرة خوفًا على المسلمين لبعد البلاد واتساعها.
ظل
الأمر هكذا حتى صدر الدولة الأموية, وعندما تولى "زياد بن أبيه" العراق
وما بعدها، فقرر أن يجعل سواحل الهند ولاية منفصلة سميت بالثغر، وتشمل
المساحة التي تلي: (سجستان, وزابلستان, وطخارستان) أفغانستان الآن, وكان
أول من تولاها رجل اسمه "راشد بن عمرو" ومن يومها بدأت الحملات الجهادية
القوية للفتح الإسلامي للهند، وبرز رجال في تلك الحملات أمثال: "عباد بن
زياد وسعيد بن أسلم ومحمد بن هارون", وكلهم أكرمهم الله بالشهادة في ميادين
الجهاد.
كان التحول الكبير في مسيرة الفتح الإسلامي للهند
عندما تولى الشاب القائد "محمد بن القاسم الثقفي" رحمه الله قيادة الحملات
الجهادية بناحية السند، وحقق انتصارات هائلة بالقضاء على ملك السند "داهر
البرهمي", وفتح معظم بلاد "السند" وضمها للدولة الإسلامية، وأزال عنها
شعائر الشرك والكفر والبوذية والبرهمية، وذلك سنة 89 هجرية، ولكن "محمد بن
القاسم" ما لبث أن راح ضحية لمؤامرة دنيئة قامت بها "صيتا ابنة داهر", حيث
ادعت وافترت عليه كذبًا أنه اغتصبها، وسجن "ابن القاسم" ومات في سجنه، وحزن
عليه أهل "السند" حزنًا شديدًا، وبموته توقفت حركة الفتح الإسلامي للهند.
وبعد
ذلك انتفض ملوك "الهند" و"السند" وعادوا إلى عروشهم، فلما تولى الخليفة
الراشد "عمر بن عبد العزيز" كتب إلى ملوك "السند" يدعوهم إلى الإسلام
والطاعة على أن يظل كل ملك منهم مكانه، وله ما للمسلمين وعليه ما عليهم،
فأجابوه، ودخلت بلاد "السند" كلها في الطاعة للمسلمين، وأسلم أهلها وملوكها
وتسموا بأسماء العرب، وبهذا أصبحت بلاد "السند" بلاد إسلام، وقد اضطرب أمر
"السند" في أواخر أيام بني أمية، ولكنها عادت إلى الطاعة والانتظام في
أيام "أبي جعفر المنصور" وفي أيامه افتتحت "كشمير" ودخلت في دولة الإسلام،
ولكن ظلت بلاد "الهند" الغربية بعيدة عن الإسلام حتى ظهرت عدة دول محلية
موالية للخلافة العباسية، ولكنها مستقلة إداريًّا وسياسيًّا وماليًّا، ومن
أعظم تلك الدول المحلية التي ساعدت على نشر الإسلام دولة الغزنويين وقائدها
الفاتح الكبير "محمود بن سبكتكين".
الدولة الغزنوية:
اسمها
مشتق من اسم عاصمتها وهى مدينة "غزنة" الموجودة حاليًا بأفغانستان وأصل
هذه الدولة يرجع إلى القائد "سبكتكين" الحاجب التركي الذي عمل في خدمة
الأمير "عبد الملك بن نوح الساماني" وترقى في المناصب وارتفعت به الأطوار
حتى نال رضا أمراء "السامانية" فعينوه واليًا على "خراسان" و"غزنة"
و"بيشاور"، فكون نواة الدولة "الغزنوية" وتفرغ لمحاربة أمراء وملوك "الهند"
وخاصة ملوك شمال "الهند"، وأكبرهم الملك "جيبال" الذي قاد ملوك وأمراء
الشمال الهندي، واصطدم مع المسلمين بقيادة "سبكتكين" سنة 369هـ، وكان النصر
حليفًا للمسلمين، فرسخ بذلك "سبكتكين" الوجود الإسلامي وكذا أركان دولته
الوليدة ببلاد "الأفغان" و"طاجيكستان".
وكل ما قام به
"سبكتكين" كان باسم "السامانيين" وملوك ما وراء النهر، ولم يعلن استقلاله
حتى وقتها، ثم قام بأداء أعظم مهمة لصالح الدولة "السامانية" عندما قضى على
قوة "البويهيين" الشيعة بنيسابور سنة 383هـ، فقام الأمير "نوح بن نصر
الساماني" بتعين "محمود بن سبكتكين" واليًا على "نيسابور"، وبالتالي غدت
الدولة "الغزنوية" أوسع من الدولة "السامانية" نفسها، ومات "سبكتكين" سنة
388هـ، وخلفه ابنه "محمود" لتدخل المنطقة عهدًا جديدًا من الفتوحات، لم
تعرف مثله منذ أيام الخليفة "الفاروق".
الفاتح الكبير:
لم
يكد الأمر يستقر للقائد الجديد "محمود بن سبكتكين" حتى بدأ نشاطًا
جهاديًّا واسعًا أثبت أنه من أعاظم الفاتحين في تاريخ الإسلام، حتى قال
المؤرخون: إن فتوحه تعدل في المساحة فتوح الخليفة "عمر بن الخطاب"، وقد
اتبع سياسة جهادية في غاية الحكمة تقوم أساسًا على تقوية وتثبيت الجبهة
الداخلية عسكريًّا وسياسيًّا وعقائديًّا وهو الأهم فعمل على ما يلى:
1-
القضاء على كل المذاهب والعقائد الضالة المخالفة لعقيدة أهل السنة
والجماعة مثل الاعتزال والتشيع والجمهية والقرامطة والباطنية، والعمل على
نشر عقيدة السلف الصالح بين البلاد الواقعة تحت حكمه.
2-
قضى على الدولة "البويهية" الشيعية والتي كانت من عوامل التفرق والانحلال
في الأمة الإسلامية كلها، حتى بلغ بها الأمر في التفكير بالعودة للعصر
"الساساني" الفارسي، واتخاذ ألقاب المجوس مثل: "شاهنشاه", وبالقضاء على تلك
الدولة الرافضية قدم السلطان "محمود" أعظم خدمة للإسلام.
3-
أزال الدولة السامانية التي بلغت حالة شديدة السوء من الضعف والانحلال
أثرت بشدة على سير الحملات الجهادية والفتوحات على الجبهة الهندية.
4-
أدخل بلاد الغور وسط "أفغانستان" وهي مناطق صحراوية شاسعة في الإسلام،
وأرسل إليهم معلمين ودعاة وقراء، وقضى على دولة "القرامطة" الصغيرة
بالملتان، وكان يقودها رجل اسمه "أبو الفتوح داود" وأزال عن هذه البلاد
العقائد الضالة والفرق المنحرفة مثل الباطنية والإسماعيلية.
الأحداث:
معبد
سومنات في الوقت الحاضر .. معركة سومنات.. فتح الهند الأعظميعتبر دخول
الإسلام إلى بلاد الهند الشاسعة أشبه ما يكون بالملاحم الأسطورية التي
سطرها كبار المؤلفين والمؤرخين، والإسلام قد دخل بلاد الهند الضخمة
والواسعة منذ القرن الأول الهجري، ولكنه ظل في بلاد السند بوابة الهند
الغربية فترة طويلة من الزمان، حتى جاء العهد الذي اقتحم فيه الإسلام تلك
البلاد الكبيرة المتشعبة الأفكار
والعادات، والمبنية على نظام الطبقات، فاصطدم الإسلام ليس فقط مع القوة
المادية والجيوش الحربية, ولكنه اصطدم أيضا مع الأفكار الغربية والانحرافات
الهائلة والضلالات المظلمة, لذلك فإن معركة الإسلام مع الكفر بأنواعه
الكثيرة بالهند ظلت لمئات السنين، وما زالت قائمة حتى وقتنا الحاضر والذي
نلمسه جليًّا في المذابح والمجازر السنوية والموسمية التي يقوم بها عباد
البقر من الهندوس ضد المسلمين، الذين تحولوا من قادة وحكام للبلاد إلى
أقلية وذلك رغم ضخامة أعدادهم مقارنة بغيرهم من بلدان العالم.
الإسلام والهند:
بلاد
الهند قديمًا قبل التقسيم الحالي كانت تشمل بجانب الهند كلاًّ من
"باكستان، وأفغانستان، وبورما", وغيرهم إلى حدود الصين، وكانت منقسمة إلى
بلاد الهند وبلاد السند، لذلك فلقد عرفت عند الجغرافيين باسم "شبه القارة
الهندية" لضخامتها، ولقد دخل الإسلام إلى بلاد السند منذ الأيام الأولى
للدولة الإسلامية، وبالتحديد سنة 15 هجرية في خلافة "عمر بن الخطاب"عن طريق
الحملات الاستكشافية التي قادها "الحكم بن العاص" الذي وصل إلى ساحل
الهند، وتواصلت الحملات الاستكشافية أيام أمير المؤمنين "عثمان بن عفان",
ولكنه t رفض إرسال جيوش كبيرة خوفًا على المسلمين لبعد البلاد واتساعها.
ظل
الأمر هكذا حتى صدر الدولة الأموية, وعندما تولى "زياد بن أبيه" العراق
وما بعدها، فقرر أن يجعل سواحل الهند ولاية منفصلة سميت بالثغر، وتشمل
المساحة التي تلي: (سجستان, وزابلستان, وطخارستان) أفغانستان الآن, وكان
أول من تولاها رجل اسمه "راشد بن عمرو" ومن يومها بدأت الحملات الجهادية
القوية للفتح الإسلامي للهند، وبرز رجال في تلك الحملات أمثال: "عباد بن
زياد وسعيد بن أسلم ومحمد بن هارون", وكلهم أكرمهم الله بالشهادة في ميادين
الجهاد.
كان التحول الكبير في مسيرة الفتح الإسلامي للهند
عندما تولى الشاب القائد "محمد بن القاسم الثقفي" رحمه الله قيادة الحملات
الجهادية بناحية السند، وحقق انتصارات هائلة بالقضاء على ملك السند "داهر
البرهمي", وفتح معظم بلاد "السند" وضمها للدولة الإسلامية، وأزال عنها
شعائر الشرك والكفر والبوذية والبرهمية، وذلك سنة 89 هجرية، ولكن "محمد بن
القاسم" ما لبث أن راح ضحية لمؤامرة دنيئة قامت بها "صيتا ابنة داهر", حيث
ادعت وافترت عليه كذبًا أنه اغتصبها، وسجن "ابن القاسم" ومات في سجنه، وحزن
عليه أهل "السند" حزنًا شديدًا، وبموته توقفت حركة الفتح الإسلامي للهند.
وبعد
ذلك انتفض ملوك "الهند" و"السند" وعادوا إلى عروشهم، فلما تولى الخليفة
الراشد "عمر بن عبد العزيز" كتب إلى ملوك "السند" يدعوهم إلى الإسلام
والطاعة على أن يظل كل ملك منهم مكانه، وله ما للمسلمين وعليه ما عليهم،
فأجابوه، ودخلت بلاد "السند" كلها في الطاعة للمسلمين، وأسلم أهلها وملوكها
وتسموا بأسماء العرب، وبهذا أصبحت بلاد "السند" بلاد إسلام، وقد اضطرب أمر
"السند" في أواخر أيام بني أمية، ولكنها عادت إلى الطاعة والانتظام في
أيام "أبي جعفر المنصور" وفي أيامه افتتحت "كشمير" ودخلت في دولة الإسلام،
ولكن ظلت بلاد "الهند" الغربية بعيدة عن الإسلام حتى ظهرت عدة دول محلية
موالية للخلافة العباسية، ولكنها مستقلة إداريًّا وسياسيًّا وماليًّا، ومن
أعظم تلك الدول المحلية التي ساعدت على نشر الإسلام دولة الغزنويين وقائدها
الفاتح الكبير "محمود بن سبكتكين".
الدولة الغزنوية:
اسمها
مشتق من اسم عاصمتها وهى مدينة "غزنة" الموجودة حاليًا بأفغانستان وأصل
هذه الدولة يرجع إلى القائد "سبكتكين" الحاجب التركي الذي عمل في خدمة
الأمير "عبد الملك بن نوح الساماني" وترقى في المناصب وارتفعت به الأطوار
حتى نال رضا أمراء "السامانية" فعينوه واليًا على "خراسان" و"غزنة"
و"بيشاور"، فكون نواة الدولة "الغزنوية" وتفرغ لمحاربة أمراء وملوك "الهند"
وخاصة ملوك شمال "الهند"، وأكبرهم الملك "جيبال" الذي قاد ملوك وأمراء
الشمال الهندي، واصطدم مع المسلمين بقيادة "سبكتكين" سنة 369هـ، وكان النصر
حليفًا للمسلمين، فرسخ بذلك "سبكتكين" الوجود الإسلامي وكذا أركان دولته
الوليدة ببلاد "الأفغان" و"طاجيكستان".
وكل ما قام به
"سبكتكين" كان باسم "السامانيين" وملوك ما وراء النهر، ولم يعلن استقلاله
حتى وقتها، ثم قام بأداء أعظم مهمة لصالح الدولة "السامانية" عندما قضى على
قوة "البويهيين" الشيعة بنيسابور سنة 383هـ، فقام الأمير "نوح بن نصر
الساماني" بتعين "محمود بن سبكتكين" واليًا على "نيسابور"، وبالتالي غدت
الدولة "الغزنوية" أوسع من الدولة "السامانية" نفسها، ومات "سبكتكين" سنة
388هـ، وخلفه ابنه "محمود" لتدخل المنطقة عهدًا جديدًا من الفتوحات، لم
تعرف مثله منذ أيام الخليفة "الفاروق".
الفاتح الكبير:
لم
يكد الأمر يستقر للقائد الجديد "محمود بن سبكتكين" حتى بدأ نشاطًا
جهاديًّا واسعًا أثبت أنه من أعاظم الفاتحين في تاريخ الإسلام، حتى قال
المؤرخون: إن فتوحه تعدل في المساحة فتوح الخليفة "عمر بن الخطاب"، وقد
اتبع سياسة جهادية في غاية الحكمة تقوم أساسًا على تقوية وتثبيت الجبهة
الداخلية عسكريًّا وسياسيًّا وعقائديًّا وهو الأهم فعمل على ما يلى:
1-
القضاء على كل المذاهب والعقائد الضالة المخالفة لعقيدة أهل السنة
والجماعة مثل الاعتزال والتشيع والجمهية والقرامطة والباطنية، والعمل على
نشر عقيدة السلف الصالح بين البلاد الواقعة تحت حكمه.
2-
قضى على الدولة "البويهية" الشيعية والتي كانت من عوامل التفرق والانحلال
في الأمة الإسلامية كلها، حتى بلغ بها الأمر في التفكير بالعودة للعصر
"الساساني" الفارسي، واتخاذ ألقاب المجوس مثل: "شاهنشاه", وبالقضاء على تلك
الدولة الرافضية قدم السلطان "محمود" أعظم خدمة للإسلام.
3-
أزال الدولة السامانية التي بلغت حالة شديدة السوء من الضعف والانحلال
أثرت بشدة على سير الحملات الجهادية والفتوحات على الجبهة الهندية.
4-
أدخل بلاد الغور وسط "أفغانستان" وهي مناطق صحراوية شاسعة في الإسلام،
وأرسل إليهم معلمين ودعاة وقراء، وقضى على دولة "القرامطة" الصغيرة
بالملتان، وكان يقودها رجل اسمه "أبو الفتوح داود" وأزال عن هذه البلاد
العقائد الضالة والفرق المنحرفة مثل الباطنية والإسماعيلية.